Categories
Archbishop’s Teaching

تحية إلى فرنسيس الصغير

April 21, 2025

نحبّك، أيّها البابا فرنسيس، أيّها الخادم الصغير للمحبّة. في كلِّ شيء، أردتَ أن تشبه القدّيس فرنسيس، الذي اخترتَه شفيعًا لك في خدمتك كحبرٍ أعظم. معه، شرعتَ في إعادة بناء الكنيسة في القرن الحادي والعشرين. شكرًا لك.

باسم جميع الموارنة في قبرص، وفي المهجر، وجميع الرجال والنساء ذوي النوايا الحسنة، نرفع صلواتنا وشكرَنا للرب على الهديّة التي كان يمثّلها البابا فرنسيس للكنيسة وللعالم.

رجل الله، راعٍ قريب من المؤمنين، باني هياكل الأجساد، نبي العصر الحديث، قاد الكنيسة بتواضع وشجاعة وتمييز. كان لي شرف معرفته شخصيًا، والتعاون معه خلال السينودس "من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة، ورسالة"، ومشاركته لحظات من الحوار العميق والصادق. كانت نظرتُه الثاقبة تقرأ علامات الأزمنة، وكان قلبُه ينبض بإيقاع أفراح وآلام جميع الشعوب. هنا في قبرص، دعَمَنا في جهودِنا لاستعادة قُرانا في أسوماتوس وآيا مارينا. شكرًا لك.

كان البابا فرنسيس يحمل حبًا عميقًا للعدالة والحقيقة، وكان يقدّرهما فوق كل شيء. كان يعلم جيّدًا أنه حيث لا توجد حقيقة، لا يمكن أن توجد عدالة، والعكس صحيح، وأن الشعوب ستُسحَق تحت نير الطغيان. لهذا دعا وعمل من أجل سينودس السينودسية: كنيسة تستمع، ترافق، وترفع كلّ شخص نحو الكرامة ورحمة الله.

نتذكّر بامتنان زيارتَه إلى قبرص. لقد كانت لحظة نعمة لا تُنسى، لحظة الفقير بين الفقراء. مع الكنيسة اللاتينية والحكومة القبرصية، استقبلنا هذا الرسول للسلام والحوار، الشاهد الذي لا يكلّ عن المصالحة والأخوّة. تركَت زيارته أثرًا لا يُمحى في قلوب شعبِنا، مجدِّدة فينا الأمل والالتزام ببناء الجسور بين الثقافات والتقاليد.

اليوم، نودع روحه إلى الرب، واثقين أنه يسمع هذه الكلمات:

"نِعِمّا أيها العبد الصالح الأمين، كنت أمينًا على القليل، سأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك)." متى 25:21 (

إرثُه سيبقى حيًا في كنيستنا، في قلوبنا، وفي تاريخ البشريّة.

ارقُد بسلام، أيها الأب الأقدس الحبيب، وصلِّ لأجلنا. آمين.

† سليم صفير

رئيس أساقفة قبرس للموارنة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *