إعلانٌ بِمُناسَبَةِ انْتِخابِ بابا جَديد
إعلانٌ بِمُناسَبَةِ انْتِخابِ بابا جَديد
بِفَرَحٍ عظيمٍ وقلوبٍ مُمْتَلِئَةٍ بِالرَّجاءِ الذي لا يَفْتُر، نُعْلِنُ نَحنُ أبناءَ الكنيسةِ المارونيَّةِ – الكنيسةِ البطريركيَّةِ الكاثوليكيَّةِ الشَّرقيَّةِ – وفي مَحبَّةٍ عَميقةٍ وشَرِكةٍ تامَّةٍ مع الكنيسةِ الواحدةِ، المُقَدَّسَةِ، الكاثوليكيَّةِ والرَّسوليَّةِ، انْتِخابَ البابا الجديد، لاوون الرابع عشر، الخليفةِ النَّظاميّ لبطرس، رأسِ الكنيسةِ الكاثوليكيَّةِ، وراعِي القطيعِ، وحامِي جسدِ المسيحِ في العالَمِ.
المَجْدُ للهِ في العُلى، وعلى الأرضِ السَّلامُ، ولِلنَّاسِ المَسَرَّةُ!
إنَّ انْتِخابَ البابا الجديد لاوون الرابع عشر، يَدْوي في داخلِنا كصَدًى حيٍّ لكلمةِ يسوعَ: "وها أنا معكم كلَّ الأيَّامِ إلى انقضاءِ الدهرِ." وهو علامةٌ مرئيَّةٌ لعملِ الرُّوحِ القُدُسِ في الكنيسةِ، ولأمانةِ اللهِ اللامُتَناهِيَةِ عبرَ الأجيالِ. في هذا الزمانِ الحاضِرِ، المطبوعِ بعدمِ اليقينِ، وكثرةِ التَّحدّياتِ، وسُرعةِ التَّحوُّلاتِ، يَظْهَرُ هذا الحدثُ كغَيْثِ آخِرِ الموسمِ، وكَفَجْرٍ جديدٍ يُبَشِّرُ بجَدِيدِ الرَّجاءِ، والمحبَّةِ، والوَحْدَةِ.
أمَّا نحنُ الموارِنَةَ، كنيسةً بطريركيَّةً شرقيَّةً في قلبِ الشَّرقِ، نحملُ إرثًا عريقًا، ونَحيا بِتفانٍ تامٍّ ليسوعَ المسيحِ وللكنيسةِ الجامعةِ، فإنَّ هذا الانْتِخابَ هو رَجاءٌ جديدٌ لِشَرْقِنا المجروحِ، وفَيْضٌ منَ المحبَّةِ نُسْتَدعى لبَذْلِه. إنَّها محبَّةٌ للكنيسةِ لا نَخْتارُها، بل هي جَوْهَرُ دعوتِنا، وسِرُّ رسالتِنا. نحنُ الكنيسةُ المتجذِّرَةُ في الصَّخْرِ، السَّائِرَةُ بينَ الجبالِ والوِدْيانِ، في المَنفى والمِحَنِ، المُواظِبَةُ – معَ كَنائِسِنا الشَّقيقةِ – على التَّقليدِ والإيمانِ الكاثوليكيِّ الآبائيِّ.
ومن أرضِ قبرصَ الحبيبةِ، هذهِ الجزيرةِ التي تَضُمُّنا مُنذُ قرونٍ، وتَجمَعُ في تُرابِها صَوْتَ الشَّرقِ وهمسَ الغربِ، نَرْفَعُ صَلواتِنا الحارَّةَ إلى اللهِ. نحنُ شَعبُه ومُواطِنوه، الموارِنَةُ منذُ القرنِ السَّابعِ، نُقَدِّمُ طاعتَنا البنويَّةَ ومحبَّتَنا للبابا الجديد، أبينا القُدُّوس لاوون الرابع عشر، ضارعينَ إلى الرُّوحِ القُدُسِ أنْ يَمنَحَهُ الحِكمةَ، والبَصيرةَ، والوداعةَ، والشَّجاعةَ، لِيَقودَ الكنيسةَ في طَريقِ القُداسةِ، والحَقِّ، والرَّجاءِ، والرَّحمةِ.
اليومَ، معَ العالَمِ بأسرهِ – مؤمنينَ وغيرَ مؤمنينَ، ومعَ كلِّ طالبي النُّورِ والحقيقةِ – نَحتفِلُ بفَرَحِنا. فإنَّ انْتِخابَ بابا جديدٍ، بالإضافةِ إلى كونِه شهادةً حيَّةً لِفِعْلِ اللهِ في قلبِ العالَمِ، وتجديدًا مُستمرًّا للكنيسةِ بإرشادِ الرَّاعي الصالحِ، هو أيضًا دَعوةٌ جديدةٌ لِلتَّعاونِ معَ جميعِ أصحابِ الإرادةِ الصالحةِ لِحِفْظِ كرامةِ الإنسانِ، والعملِ لأجلِ الخيرِ العامِّ.
فلِذلكَ، نُنادِي أمامَكم جميعًا:
نُحِبُّكَ، يا يسوعَ الحَيّ،
نُحِبُّ كَنِيستَكَ المُقَدَّسَةَ،
نُحِبُّ ذاكَ الذي مَسَحَهُ رُوحُكَ القُدُّوسُ في وَسَطِنا.
كموارِنَةٍ، نُجَدِّدُ إعلانَ إيمانِنا، وتفانِينا، وأمانَتِنا في قلبِ الكنيسةِ – كنيسةِ الوَحدةِ، والغُفْرانِ، والشَّهادةِ.
فَليَكُن البابا الجديدُ صوتًا للسَّلامِ، جِسْرًا للوَحدةِ، عَونًا للفُقَراءِ، وأبًا مُحِبًّا لِشعبِه، ولكلِّ الشُّعوبِ.
المَجْدُ للهِ في العُلى، والسَّلامُ على الأرضِ، ولالكنيسةِ المُتَّحِدَةِ، بقلبٍ ولسانٍ واحِدٍ، المَجْدُ والتَّسبيحُ إلى دُهورِ الدُّهورِ. آمين.
† سليم صفير
رئيس أساقفة قبرص للموارنة